* أجمل إنسانه* ««×عضو/ه شاد/ه الحيل×»»
عدد الرسائل : 196 الـsًٍmًٍs : تاريخ التسجيل : 30/11/2008
| موضوع: مظاهر بر الوالدين .... الخميس يناير 22, 2009 2:46 am | |
| الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأدب القولي
: قال الله تعالى : ( فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما)0
ففي هذه الآية حرم الله تعالى على الأبناء أن يواجهوا باقل مايكون من سوء الكلام ساعة الغضب ؛ثم يبين
الله تعالى أن الولد ليس مطالب بمنع سيء الكلام – وأن كان بسيطا – وفقط وإنما هو مطالب أيضا بأن يقول
لهما القول الكريم ؛ أي : الحسن في ذاته ومعناه ؛ فحتى إن لميكن له قدرة على قضاء حاجاتهما فيجب عليه
أن يترضاهما بحسن قول يطيب به الخاطر ويزيل به أثر عدم قضاء ماطلبا ؛ ومن الأدب القولي مع الوالدين ألا
يدعوهما باسمهما وإنما يقول ياامي 00 ياأماه 00 ونحو ذلك ؛ وياابي 00 ياأبتاه؛ ونحو ذلك ؛ روى عبد الرزاق
والبيهقي عن طاوس قال : إن السنة أن يوقر أربعة فذكرهم وزاد وقال ويقال إن من الجفاء أن يدعوالرجل والداه
باسمه0
الأدب الفعلي: ----
قال الله تعالى : ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة )0 هذه الآية تجمع كل فعل حسن ؛قال الهيتمي في (الزواجر)
ثم أمر – تعالى – بعد القول الكريم بأن يخفض لهما جناح الذل من القول بان لا يكلمها إلا مع الإستكانة والذل
والخضوع وإظهار ذلك لهما ؛ وإحتمال مايصدر منهما ؛ ويريهما أنه في غاية التقصير في حقهما وبرهما ؛ وأنه
من أجل ذلك ذليل حقير ؛ ولا يزال على نحو ذلك إلى أن يثلج خاطرهما ؛ ويبرد قلبهما عليه ؛ فينعطفا عليه بالرضا
والدعاء وصفوة القول : أن بر الوالدين والإحسان إليهما فرض على الأبناء ؛ وهو يجمع مع حسن القول حسن الفعل
كما يجمع دفع الأذى قولا وفعلا ؛ ومن ذلك طاعتهما في كل ما أمرابه إلا أن يكون معصية ؛ فلا طاعة لمخلوق في
معصية الخالق ؛ ويدخل في ذلك : حسن صحبتهما وإن كانا كافرين لقوله تعالى : ( وإن جاهداك على أن تشرك بي
ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا )
فأمر الله تعالى بمصاحبتهما بالمعروف في الحال التي يجاهدانه فيها على الكفر وإن لم يطعهما على ما يجاهدانه عليه
فإذا أمر الله تعالى بمصاحبة هذين بالمعروف مع هذا القبح العظيم ؛ الذي يأمران ولدهما به – وهو الإشراك بالله تعالى
فما الظن بالوالدين المسلمين سيما إن كانا صالحين ؟! تالله إن حقهما لمن أشد الحقوق وأكدها ؛ فالموفق من هدي إليهما
والمحروم كل المحروم من صرف عنها ؛ وفي الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما – قالت :قدمت
علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صلح الحدبية فأستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت : وهي راغبة أفاضل أمي ؟ قال : ( نعم ؛ صلي أمك )0
فأمرها صلى الله عليه وسلم بصلةأمها مع كونها مشركة ؛ فكيف بالمسلمة؟؟؟؟؟
إدخال السرور عليهما :----
ومحاولة إزالة همهما وحزنهما بالقول والفعل ؛ فعند أبي داود والنسائي وإبن ماجه عن عبد الله بن
عمرو أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: وأني جئت أُبايعك على الهجرة ولق تركت أبوي
يبكيان ؛ وعند إبن ماجه : إني جئت أريد الجهاد معك أبتغي وجه الله والدار الآخرة ولقد أتيت وإن
والدي ليبكيان ؛قال : ( فأرجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما ))0
الدعاء لهما: ----
قال الله تعال : ( وقل رب إرحمهما كما ربياني صغيرا)قال القرطبي- رحمه الله : أمر تعالى عباده بالترحم على
آبائهم والدعاء لهم ؛ وأن ترحمهما كما رحماك وترفق بهما كما رفقابك ؛ إذ ولياك صغيرا جاهلا محتاجا ؛ فآثراك
على أنفسهما وأسهرا ليلهما ؛ وجاعا وأشبعاك ؛ وتعريا وكسواك ؛ فلا تجزيهما إلا أن يبلغا من الكبر الحد الذي كنت
فيه من الصغر فتلى منهما ماوليا منك ويكون لهما حينئذ فضل التقدم ؛ وخص التربية ليتذكر العبد شفقة الأبوين
وتعبهما في التربية فيزيده ذلك إشفاقا لهما وحنانا عليهما ؛ وهذا الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما ؛ روى
عبد الرزاق وإبن أبي شيبة والبيهقي أن عروة بن الزبير كان يقول في سجوده : اللهم إغفر للزبير بن العوام ولأسماء
بنت أبي بكر 0 وقد قيل : إن من دعا لأبويه في كل يوم خمس مرات فقد أدى حقهما لقوله تعالى : ( أن أشكر لي
ولوالديك إلي المصير ) فشكر الله أن تصلي في كل يوم خمس مرات ؛ وكذا شكر الوالدين أن تدعوا لهما في كل يوم
خمس مرات ؛ واله أعلم 0
برهما بعد موتهما :----
ويبقى البر موصولا حتى بعد الموت الأبوين ؛ إنها الرحمة الموصولة التي سبق الإشارة إليها ؛ ففي سنن ابي داود
وإبن ماجه عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي قال : بينانحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من
بني سلمة فقال : يارسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ قال : (( نعم الصلاة عليهما والإستغفار
لهما ؛ وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لاتوصل إلابهما ؛ وإكرام صديقهما ))0 ورواه إبن حبان وزاد
في آخره : قال الرجل مااكثر هذا يارسول الله صلى الله عليه وسلم وأطيبة ! قال : ( فاعمل به )وللبيهقي في السنن
الكبرى : ( وصلة رحمهما التي لايرحم لك إلا من قبلهما )فقال : ما أكثر هذه وأطيبة يارسول الله ! قال : ( فأعمل
به فإنه يصل إايهما )والصلاة عليهما 0 أي : الدعاء لهما ويدخل فيه صلاة الجنازة ؛ وقوله ( الإستغفار لهما ): أي طلب
المغفرة لهما ؛ وهو من باب الخاص بعد العام ؛ إذ الدعاء لهما يدخل فيه الإستغفار ؛ ولكن لأهمية الإستغفار خاصة
بعد موتهما نبه عليه صلى الله عليه وسلم ؛ و( وإنفاذعهدهما ) :أي إمضاء وصيتهما وماكان لهما من عهد غيرهاسواء
أكان نذرا أوغيرذلك لأوصلة الرحم لأأي : ألإحسان إلى الأقارب ؛ وتقدم حديث إبن عمر في الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم ؛ هل لك من خاله ؛ وقوله : وإكرام صديقهما ؛ ويكون ذلك بالمودة وحسن الصحبة ولين الجانب وإطلاقة
الوجه وحسن البشاشة ؛ فهذا من بقايا كمال برهما ؛ وأخرج مسلم عن عبد الله بن دينار عن إبن عمر أن رجلا من
الأعراب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبد الله ؛ وحمله على حمار كان يركبه ؛ وأعطاه عمامة كانت على رأسه
فقال إبن دينار : فقلنا له : أصلحك الله ! إنهم الأعراب ؛ وإنهم يرضون باليسير ! فقال عبد الله : إن أبا هذا كان ودا لعمر
بن الخطاب ؛ وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن ابر البر صلة الولد أهل ود أبيه)-0
الصدقة عنهما : ------
ففي الصحيحين عن عائشة – رضي الله عنها – أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها وأظنها
لو تكلمت تصدقت فهل لها أجر إن تصدقت عنها قال: ( نعم ) ؛ وروى أحمد وأبو داود والترمذي عن إبن عباس
أن رجلا قال : يارسول الله إن أُمي توفيت أفينفها إن تصدقت عنها ؟ قال ( نعم ) قال : فإن لي مخرفا فأشهدك أني قد
تصدقت به عنها 0 ومعنى قوله : إن لي مخرفا ؛ يعني : يعني : بستانا ؛ وروى الطبراني والضياء في المختارةعن
انس أن سعدا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله إن أمي توفيت ولم توص؛ أفينغعها أن أتصدق عليها؟
قال: ( نعم وعليك بالماء ) وروى أبوداود والنسائي و إبن ماجه أن سعد بن عبادة قال : ( رسول الله إن أم سعد ماتت
فأي الصداقة أفضل ؟ قال : ( الماء) فحفر بئرا وقال: هذه لإم سعد0
وكذا الحج والعمرة عنهما ؛ ففي صحيح البخاري عن إبن عباس – رضي الله عنهما – أن أمراة من جهينة جاءت إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أُمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت ؛ أفأحج عنها ؟ قال : ( نعم حجي عنها :
أرأيت لو كان على امك دين أكنت قاضية ؟ اقضوا الله فالله أحق بالوفاء0
وكذا أداء نذرهما ؛ ففي الصحيحين عن إبن عباس – رضي الله عنهما – أن سعد بن عبادة رضي الله عنه إستفتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن أُمي ماتت وعليها نذر ؛ فقال : أقضه عنها ؛ وفيهما عنه رضي الله عنه
قال : جاءت إمرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله صلى الله عليه وسلم إن أُمي ماتت وعليها
صوم نذر ؛ أفاصوم عنها ؟ قال: أرأيت لوكان على أمك دين فقضيتيه أكان يؤدي ذلك عنها؟ قالت : نعم ؛ قال : ( فصومي عن أُمك)0
صلى الله عليه وآله وسلم تح ـــــــــــــــياااااتي | |
|